بمناسية “اليوم العالمي للسرطان” المصادف 4 شباط من كل عام نظمت أدارة المركز الوطنى الريادي لبحوث السرطان في جامعة بغداد بالتعاون مع دائرة البحث والتطوير وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ودائرة مدينة الطب والمركز الجيني لبحوث السرطان في سويسرا ندوة علمية تخصصية تحت شعار (نحن نستطيع …انا استطيع) وعلى قاعة المؤتمرات في المركز فى يوم الخميس 4 شباط 2016. وشارك في الندوة حوالي 140 منتسبا يمثلون نخبة متميزة من عمداء وأساتذة كليات الطب والمجموعة الطبية والأطباء الاستشاريين العاملين في مجال مكافحة السرطان من وزارتي التعليم العالي والصحة على مستوى المحافظات، وعلى رأسهم السيد وكيل معالي وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي و السيد مستشار معالي وزيرة الصحة و السيد مدير منظمة الصحة العالمية في العراق و السيد المساعد العلمي لرئاسة جامعة بغداد و السيد مدير عام دائرة مدينة الطب و السيد مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة و السادة عمداء كل من كلية طب الكندى و كلية طب أسنان الجامعة العراقية و كلية تمريض بغداد و كلية تمريض بابل و المعهد التقني.
وابتدأت أعمال الجلسة العلمية التي ترأستها الاستاذ الدكتورة ندى عبد الصاحب العلوان، مديرة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان والمدير التنفيذي للحملة الوطنية للكشف المبكر عن السرطان، بكلمات الافتتاح والترحيب حيث القى السيد وكيل وزارة التعليم العالي رئيس هيئة البحث العلمي أ.د.فؤاد قاسم كلمة شكر من خلالها الجهود المبذولة من قبل ادارة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان للسير قدما في تنفيذ خطة عمل ترمي الى تحقيق النهوض بمكافحة السرطان وبالنتاجات والبحوث في المجال الطبي التي تساهم بشكل فعال في في دعم عملية تطوير الركائز العلمية داخل الوزارة بصورة خاصة والعراق بصورة عامة. وتبع ذلك كلمات الترحيب لكل من أ.د. اسامة فاضل المساعد العلمي لرئاسة جامعة ود. عبد الامير المختار مستشار وزارة الصحة ود. حسن التميمي مدير عام دائرة مدينة الطب بينوا من خلالها الدعم الذي تقدمه الجهات المسؤولة في الوزارتين للنهوض بمستوى الاداء العلمي والخدمات المقدمة لرعاية مرضى السرطان. أما كلمة السيد مدير منظمة الصحة العالمية د. الطف موساني فقد ركزت على اهداف المنظمة التي ترمي الى التعاون مع الوزارات المعنية من اجل نشر الوعي ضد مرض السرطان وكيفية محاربته من خلال توفير سيل الكشف المبكر عنه ووقايته وتأمين العلاج الملائم مشيرا الى أهمية دور منظمات المجتمع المدني والفرد العراقي في هذا المجال. (المنهاج)
ثم القت أ.د. ندى العلوان المحاضرة الرئيسية للندوة والموسومة “بناء الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان في العراق وفقا لمنهجية منظمة الصحة العالمية” استعرضت من خلالها عبء داء السرطان والوفيات الناجمة عنه في العالم بصورة عامة وفي منطقة الشرق الاوسط والعراق بصورة خاصة، والطرق العالمية المتبعة للسيطرة عليه متمثلة بالوقاية والكشف المبكر والعلاج والرعاية التلطيفية وترويج الدراسات والبحوث ذات العلاقة، كما استعرضت نظام قاعدة البيانات الذي استحدثته للسيطرة على سرطان الثدي في العراق والذي كان أساسا لتأسيس “مشروعا اقليميا لبحوث السرطان في منطقة الشرق الاوسط ” تشارك به 8 ابلدان عربية تترأسه ادارة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان في وزارة التعليم العالي العراقية وتحت اشراف مباشر من منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان في فرنسا.
وتضمن منهاج الندوة كلمات مؤثرة للناجيات من مرض السرطان استعرضن من خلالها معاناة رحلات العلاج المصحوبة بالتحدي بقوة الايمان بالله تعالى حركت مشاعر الحضور وزادتهم اصرارا على توحيد الجهود للسيطرة على هذا المرض الخطير. وأثناء الندوة تم عرض أفلام فديوية خاصة باليوم العالمي للسرطان تخللها توزيع منشورات وكراريس التوعية التي تصدرها ادارة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان على السادة الحضور، كما قام طلبة كلية التمريض والمعهد التقني باستعراض فعاليات لتحفيز نشر الوعي حول اهمية مكافحة المرض. وفتحت الندوة ابواب التعاون البحثي مع المركز الجيني لبحوث السرطان في سويسرا حيث قام ممثل مكتب اوميغا العلمي الدكتور حيدر مصطفى بالقاء الضوء على الخدمات المتعلقة بالتشخيص والعلاج الذي يقدمها المركز المذكور ، كما تم خلال النصف الثاني من الندوة الاتصال الفديوي المباشر عبر الانترنت مع اخصائيي المركز في سويسرا لمناقشة سبل تعزيز التبادل العلمي والبحثي.
وأختتمت السيدة مديرة المركز الوطني الريادي لبحوث السرطان أ.د. ندى العلوان منهاج الندوة بتوجيه نداء، تضامنا مع منظمة الصحة العالمية، الى كل وزارات الدولة المعنية للعمل على توفير الخدمات الصحية اللازمة للمرضى المصابين بالسرطان، ونداء ثاني الى منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام للقيام بدورهم الغعال في عملية التوعية الجماهيرية حول المرض وطرق مكافحته، ونداء ثالث الى المجتمع والفرد العراقي للعمل على الالتزام بسبل الوقاية من المرض عن طريق الاقلاع عن العادات المضرة كالتدخين والاهتمام بالنشاط البدني وتناول الغذاء الصحي.
وتمخضت المناقشات المفتوحة التي تخللت الندوة عن توصيات هامة ابرزها توطيد سبل التعاون الوثيق بين وزارتي التعليم العالي والصحة ومنظمة الصحة العالمية لتوحيد الجهود الرامية الى مكافحة المرض، كما تعهد السيد مدير منظمة الصحة العالمية في العراق بتخصيص جزء من الميزانية لتأهيل الملاك المتخصص من الوزارتين والتعاون مع ادارة المركز الوطني لبحوث السرطان والجهات المتخصصة في وزارة الصحة بانتاج فيلم فديوي تعليمي يرمي الى تثقيف المجتمع العراقي حول طرق الوقاية والكشف المبكر عن السرطان ليتم عرضه بصورة دورية في الفضائيات العراقية.