ان التقديرات الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية تشير الى ان السرطان هو رابع الاسباب المؤدية الى الوفاة بين السكان البالغين فى بلدان اقليم شرق المتوسط وشمال افريقيا، اذ يأتي تاليا بعد الامراض القلبية والامراض المعدية والاصابات، وان من المتوقع ان تزداد خطورة السرطان على مر السنين ليكون في طليعة مشاكل الصحة. و في العراق بينت الاحصائيات الاخيرة الصدرة من دائرة التخطيط في وزارة الصحة لعام 2016 بأن اسرطان هو السبب الثاني للوفيات بين المجتمع العراقي بعد الجلطات الدماغية.
يعتبر سرطان الثدي من اكثر السرطانات شيوعاً عند الاناث في العالم بصورة عامة والعراق بصورة خاصة، فهويمثل حوالي ثلث نسبة السرطانات التي أصيبت بها المرأة العراقية وفقا لما هومدون في سجل السرطان العراقي الاخير الذي تصدره وزارة الصحة العراقية، والذي اوضح ان سرطان الثدي يحتل المرتبة الاولى نسبة الى السرطانات التي يصاب به الفرد العراقي. كما لوحظ خلال السنوات الاخيرة تزايداً واضحاً في نسبة الاصابة بهذا المرض حيث بينت البحوث والدراسات المحلية ان معظم الحالات التي تصيب المرأة العراقية عادة ما تكتشف في مراحل متأخرة يصعب التحكم فيها بواسطة العلاج، وان كثبر من ضحايا هذا المرض هن اناث فى مقتبل العمر، وهذه حالة نادرة الحدوث في المجتمعات والدول الغربية
في عام 2008 قامت الامانة العامة لمجلس الوزراء بتشكيل لجنة عليا للتوعية بمكافحة سرطان الثدي مهمتها القيام بحملة وطنية شاملة للتوعية باهمية الكشف المبكرعن سرطان الثدي تشمل كافة اوساط فئات الشعب العراقي، تضمنت في عضويتها ممثلين من الاماتة العامة لمجلس الوزراء والوزارات المعنية والتي شملت الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي و كذلك وزارة الدولة لشؤون المرأة والتربية ومنظمات المجتمع المدني.
واستجابة لنداء الامانة العامة لمجاس الوزراء بادرت دائرة البحث والتطوير في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع ممثل وزارتي التعليم العالي والصحة في اللجنة العليا أنذاك، (الاستاذ الدكتورة ندى عبد الصاحب العلوان المدير التنفيذي المؤسس للبرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان) ، برفع مقترح الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاستحداث برنامج وطني ريادي لبحوث السرطان يستهدف نشر التوعية الصحية بكل ما يلم بمرض السرطان بصورة عامة،وسرطاني الثدي وعنق الرحم عند النساء العراقيات بصورة خاصة. كما تضمنت الواجبات الرئيسية لذلك البرنامج القيام باجراء الدراسات والبحوث ذات العلاقة الى جانب تدريب الكوادر الصحية على التقنيات الحديثة المستخدمة عالميا فى الكشف المبكر والتحري عن تلك السرطانات وفقا للمنهجية المتبعة من قبل منظمة الصحة العالمية. وتمت مصادقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عام 2008 على تأسيس البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان واستحداث وحدة لبحوث الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم كنواة لمركز وطني نموذجي لبحوث السرطان في العراق، ورصدت المبالغ المطلوبة لتنفيذ هذا البرنامج ضمن رصيد مشاريع الخطة الاستثمارية بالتعاون مع وزارة التخطيط. وتنفيذا لذلك تم أسنحداث البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان في عام 2009 ، والتي تتضمن خطة عمله التعاون مع الوزارات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والبيئة والعلوم والتكنولوجيا وتحت مظلة الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وعلى أثر مشاركة المدير التنفيذي للبرنامج (الاستاذ الدكتورة نـدى عبد الصاحب العـلوان)، كخبيرة اقليمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية في موضوع السيطرة على السرطان في “الاجتماع العالمي الخاص بالتخطيط لبرامج السيطرة على السرطان في بلدان الشرق الاوسط ” (فيـنا / النمسا، حزيران 2009) تمت زيارة وحدة الكشف المبكر عن السرطان في مقر الوكالة الدولية لبحوث السرطان في ليون/ فرنسا، حيث تم استحداث قاعدة بيانات خاصة بالبرنامج الوطني الشامل للكشف المبكر عن سرطان الثدي في العراق. يتضمن نظام خزن المعلومات تبويب كافة البيانات الخاصة بالمريضات العراقيات المصابات بسرطان الثدي ابتداءا من المعطيات الديموغراقية وعوامل الاختطار، والتاريخ المرضي ومرورا بطرق التشخيص الشعاعية والمختبرية المختلفة بما في ذلك مراحل اكتشاف الورم والعلاج المتاح بأنواعه وانتهاءأ بالإحصائيات الخاصة بمعدلات الشفاء والبقاء للمصابات والمتابعة الدورية.
وبرعاية معالي وزيـر التعلـيم العالي والبـحث العلـمي، ودعم متميز من دائرة البحث والتطوير في الوزارة ورئاسة جامعة بغداد، تم افتتاح (وحدة بحوث الكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم) في كلية طب جامعة بغداد في 10 أيـار 2010 (موقع المكتبة القديمة) لتمثل نــواة لمركز وطني نموذجي لبحوث السرطان في العراق وركيزة لفعاليات البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان، حيث أسندت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى الوحدة البحثية مهمة الادارة التنـفيذية لخطة عمل البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان والأهداف الاستراتيجية التي تأسس على ضوئها، واعداد وتنفـيذ فعاليات البرنامج المختلفة وكذلك الاشراف على عملية جمع وفرز وتحليل المعلومات والبيانات الخاصة ببحوث السرطان والواردة من وزارات الدولة المختلفة وكافة المؤسسات البحثية التايعة لها وعلى رأسها جامعات وكليات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جميع المحافظات، حيث انصبت خطة عمل البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان ووحدة بحوث سرطاني الثدي وعنق الرحم التابعة له في ثلاثة محاور رئيسية ، تشمل المحور التوعـوي والتدريبــي والبحـثـي.
وفي 22-7-2012 تم تطوير وحدة بحوث السرطان الى مستوى مركز وطني ريادي لبحوث السرطان بموجب قرار هيئة الرأي وهيئة البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليمثل ركيزة لفعاليات الحملة الوطنية الشاملة للكشف المبكر والسيطرة على السرطان في العراق، حيث أسندت اليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهمة الادارة التنـفيذية لخطة عمل البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان والأهداف الاستراتيجية التي تأسس على ضوئها، ويتضمن ذلك الاعداد والتنفـيذ لفعاليات الخطط الوطنية للسيطرة على السرطان والتي تشمل التسجيل السرطاني والوقاية والكشف المبكر وعلاج السرطان بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية وكذلك الاشراف على عملية جمع وفرز وتحليل المعلومات والبيانات المتعلقة ببحوث السرطان وتنظيم المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية المتعلقة بالموضوع بالتنسيق مع المؤسسات الخدمية والبحثية ذات العلاقة على مستوى الصعيد الوطني والعالمي.